syarah arbain nawawi hadits ke: 35
حديث
المسلم أخو المسلم
ﻣﺘﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
( ﻻ ﺗﺤﺎﺳﺪﻭﺍ ، ﻭﻻ ﺗﻨﺎﺟﺸﻮﺍ ، ﻭﻻ ﺗﺒﺎﻏﻀﻮﺍ ، ﻭﻻ ﺗﺪﺍﺑﺮﻭﺍ ، ﻭﻻ ﻳﺒﻊ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻊ ﺑﻌﺾ ، ﻭﻛﻮﻧﻮﺍ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺧﻮﺍﻧﺎ ، ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﺧﻮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ، ﻻ ﻳﻈﻠﻤﻪ ﻭﻻ ﻳﺨﺬﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﺤﻘﺮﻩ ، ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻫﺎﻫﻨﺎ – ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ – ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻣﺮﺉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﺮ ﺃﺧﺎﻩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ، ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﺮﺍﻡ : ﺩﻣﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻭﻋﺮﺿﻪ ) ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
ﺍﻟﺸﺮﺡ
ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺷﺠﺮﺓ ﻭﺍﺭﻓﺔ ﺍﻟﻈﻼﻝ ، ﻳﺴﺘﻈﻞ ﺑﻔﻴﺌﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ، ﺇﻧﻬﺎ ﺷﺠﺮﺓ ﺗﺆﺗﻲ ﺃﻛﻠﻬﺎ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ ، ﺷﻬﻴّﺔ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ، ﻃﻴّﺒﺔ ﺭﻳﺤﻬﺎ ، ﺗﺄﻭﻱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻈﻤﺄﻯ ، ﻟﺘﺮﺗﻮﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ، ﻭﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ .
ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ ، ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺄﺭﻗﻰ ﺻﻮﺭﻩ ، ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻌﻠﻢ ﺑﺎﺭﺯ ، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﺣﻢ ﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺻﻔﻮﻓﻪ ، ﻭﺣﺴﺒﻚ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺭﺑﻂ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ، ﻭﺟﻌﻞ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻻﺋﻞ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﻛﻤﺎﻟﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺠﺐ ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺗﺰﻋﺰﻉ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻮّﺓ .
ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺫﻟﻚ ، ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﻴﻨﻬﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺬﻣﻴﻤﺔ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻜﺮ ﺻﻔﻮ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴّﺔ ﻭﺗﺰﺭﻉ ﺍﻟﺸﺤﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺃﻫﻠﻬﺎ ، ﻭﺗﺜﻴﺮ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺑﺮ ، ﻭﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ، ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً ﺳﻴﺌﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺟﺎﺀ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
ﻓﻘﺪ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﺪ ، ﻭﻻ ﻋﺠﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ! ، ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻭﻝ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﺍﻟﻌﻀﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻠﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﺓ ، ﻓﺄﺛﻤﺮ ﺛﻤﺎﺭﻩ ﺍﻟﻨﺘﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ، ﻭﺃﻱ ﺣﻘﺪ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺗﻤﻨﻲ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ؟ ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
( ﺩﺏ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺩﺍﺀ ﺍﻷﻣﻢ : ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ، ﺃﻻ ﺇﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻘﺔ ، ﻻ ﺃﻗﻮﻝ ﺗﺤﻠﻖ ﺍﻟﺸﻌﺮ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺤﻠﻖ ﺍﻟﺪﻳﻦ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ .
ﻭﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺗﺴﺨّﻂ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ ، ﻭﺍﻋﺘﺮﺍﺽٌ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺴﻤﺘﻪ ﻟﻸﺭﺯﺍﻕ ﻭﺍﻷﻗﻮﺍﺕ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ :
ﺃﻻ ﻗﻞ ﻟﻤﻦ ﻇﻞ ﻟﻲ ﺣﺎﺳـﺪ ﺃﺗﺪﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺳﺄﺕ ﺍﻷﺩﺏ
ﺃﺳﺄﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻪ ﻷﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺮﺽ ﻟﻲ ﻣــﺎ ﻭﻫﺐ
ﻭﻣﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : ﺍﻟﻨﺠﺶ ، ﻭﺃﺻﻞ ﺍﻟﻨﺠﺶ : ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻜﺮ ﻭﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺑﺎﻟﺨﺪﻳﻌﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ، ﻭﺍﻟﻤﺬﻣﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ، ﺇﺫ ﻫﻮ ﻣﻨﺎﻑ ﻟﻨﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ، ﻭﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻬﺎ ﻛﺴﺮٌ ﻟﺤﺎﺟﺰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ .
ﻭﺍﻟﻨﺠﺶ ﻟﻔﻈﺔ ﻋﺎﻣﺔ ، ﺗﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻤﺨﺎﺩﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ، ﻟﻜﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﺻﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻨﺠﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻊ ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺷﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺭﻏﺒﺔً ﻓﻲ ﺑﻴﻌﻬﺎ ، ﻓﻴﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺁﺧﺮﻳﻦ ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳُﻈﻬﺮﻭﻥ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮﻱ ﺭﻏﺒﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﺴﻌﺮ ﺃﻛﺒﺮ ، ﻣﻤﺎ ﻳﻀﻄﺮ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﺴﻠﻌﺔ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ ﻓﻬﻮ ﺇﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻭﺧﺪﺍﻉ ﻟﻪ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﺫﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺑﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﺎﺟﺮ ، ﻭﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ ﻭﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﻮﻟّﺪﺓ ﻟﻠﺸﺤﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺒّﺒﺔ ﻟﻠﺘﻨﺎﻓﺮ .
ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﺫ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﺬﻣﻮﻣﺔ ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻹﺧﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ، ﻭﺇﺷﺎﻋﺔ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻠﻢ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻤﺰﻕ، ﻓﺘﻘﻮﻯ ﺷﻮﻛﺘﻬﻢ ، ﻭﻳﺼﺒﺤﻮﺍ ﻳﺪﺍ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ؛ ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ ﺿﻌﻴﻒ ﺑﻨﻔﺴﻪ ، ﻗﻮﻱ ﺑﺈﺧﻮﺍﻧﻪ ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ ﺑﺎﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﺤﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺠﻪ ، ﻭﻧﺒﺬ ﻛﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ : } ﻭﺍﻋﺘﺼﻤﻮﺍ ﺑﺤﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻻ ﺗﻔﺮﻗﻮﺍ { ( ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : 103 ) .
ﻭﻟﻦ ﺗﺒﻠﻎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻣﺪﺍﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﻋﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﻘﻮﻕ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻭﻳﺆﺩﻱ ﻣﺎ ﺃﻭﺟﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺠﺎﻫﻬﻢ ، ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ، ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ : ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻣﻌﻬﻢ ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺭﻋﺔ ﻓﻲ ﻧﺼﺮﺗﻬﻢ ﻭﻧﺠﺪﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻖّ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ : } ﻭﺇﻥ ﺍﺳﺘﻨﺼﺮﻭﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﻨﺼﺮ { ( ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ : 72 ) ، ﻭﻗﺪ ﺣﺚّ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻔﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ﺍﻧﺼﺮ ﺃﺧﺎﻙ ﻇﺎﻟﻤﺎ ﺃﻭ ﻣﻈﻠﻮﻣﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺼﺮﻩ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻈﻠﻮﻣﺎ ، ﺃﻓﺮﺃﻳﺖ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻇﺎﻟﻤﺎً ، ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺼﺮﻩ ؟ ، ﻗﺎﻝ : ﺗﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ؛ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻧﺼﺮﻩ ) .
ﺛﻢ ﺗﻮّﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﺎﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺤﺮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻘﺎﻝ :
( ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﺮﺍﻡ : ﺩﻣﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻭﻋﺮﺿﻪ ) ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ، ﻓﻼ ﻳﺤﻞ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ ، ﻭﺣﺴﺒﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﻭﺃﺷﺮﻑ ﺍﻷﻳﺎﻡ ، ﻭﺗﺤﻴّﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ، ﻟﻴﻨﺒّﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ، ﻟﻘﺪ ﺧﻄﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻨﺤﺮ ﻓﻘﺎﻝ : ( ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺃﻱ ﻳﻮﻡ ﻫﺬﺍ ؟ ) ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻳﻮﻡ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻗﺎﻝ : ( ﻓﺄﻱ ﺑﻠﺪ ﻫﺬﺍ ؟ ) ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺑﻠﺪ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻗﺎﻝ : ( ﻓﺄﻱ ﺷﻬﺮ ﻫﺬﺍ ؟ ) ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺷﻬﺮ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻗﺎﻝ : ( ﻓﺈﻥ ﺩﻣﺎﺀﻛﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﻭﺃﻋﺮﺍﺿﻜﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻛﺤﺮﻣﺔ ﻳﻮﻣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ، ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻛﻢ ﻫﺬﺍ ، ﻓﻲ ﺷﻬﺮﻛﻢ ﻫﺬﺍ ) .
ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻋﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻱﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺃﺧﻮّﺗﻬﻢ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﻣﻠﻤﻮﺳﺎ ، ﻓﺴﻮﻑ ﻧﺸﻬﺪ ﺃﻳّﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻟﺮﻓﻌﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ، ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﻗﺎﺏ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﺩﻧﻰ ، ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
المسلم أخو المسلم
ﻣﺘﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
( ﻻ ﺗﺤﺎﺳﺪﻭﺍ ، ﻭﻻ ﺗﻨﺎﺟﺸﻮﺍ ، ﻭﻻ ﺗﺒﺎﻏﻀﻮﺍ ، ﻭﻻ ﺗﺪﺍﺑﺮﻭﺍ ، ﻭﻻ ﻳﺒﻊ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻊ ﺑﻌﺾ ، ﻭﻛﻮﻧﻮﺍ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺧﻮﺍﻧﺎ ، ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﺧﻮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ، ﻻ ﻳﻈﻠﻤﻪ ﻭﻻ ﻳﺨﺬﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﺤﻘﺮﻩ ، ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻫﺎﻫﻨﺎ – ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ – ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻣﺮﺉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﺮ ﺃﺧﺎﻩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ، ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﺮﺍﻡ : ﺩﻣﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻭﻋﺮﺿﻪ ) ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
ﺍﻟﺸﺮﺡ
ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺷﺠﺮﺓ ﻭﺍﺭﻓﺔ ﺍﻟﻈﻼﻝ ، ﻳﺴﺘﻈﻞ ﺑﻔﻴﺌﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ، ﺇﻧﻬﺎ ﺷﺠﺮﺓ ﺗﺆﺗﻲ ﺃﻛﻠﻬﺎ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ ، ﺷﻬﻴّﺔ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ، ﻃﻴّﺒﺔ ﺭﻳﺤﻬﺎ ، ﺗﺄﻭﻱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻈﻤﺄﻯ ، ﻟﺘﺮﺗﻮﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ، ﻭﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ .
ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ ، ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺄﺭﻗﻰ ﺻﻮﺭﻩ ، ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻌﻠﻢ ﺑﺎﺭﺯ ، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﺣﻢ ﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺻﻔﻮﻓﻪ ، ﻭﺣﺴﺒﻚ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺭﺑﻂ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ، ﻭﺟﻌﻞ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻻﺋﻞ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﻛﻤﺎﻟﻪ ، ﻭﻻ ﻋﺠﺐ ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﺘﺪﺍﺑﻴﺮ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺗﺰﻋﺰﻉ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻮّﺓ .
ﻭﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺫﻟﻚ ، ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﻴﻨﻬﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺬﻣﻴﻤﺔ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻜﺮ ﺻﻔﻮ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴّﺔ ﻭﺗﺰﺭﻉ ﺍﻟﺸﺤﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺃﻫﻠﻬﺎ ، ﻭﺗﺜﻴﺮ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺑﺮ ، ﻭﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ، ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً ﺳﻴﺌﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺟﺎﺀ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
ﻓﻘﺪ ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﺪ ، ﻭﻻ ﻋﺠﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ! ، ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻭﻝ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﺍﻟﻌﻀﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻠﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﺓ ، ﻓﺄﺛﻤﺮ ﺛﻤﺎﺭﻩ ﺍﻟﻨﺘﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ، ﻭﺃﻱ ﺣﻘﺪ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺗﻤﻨﻲ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ؟ ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
( ﺩﺏ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺩﺍﺀ ﺍﻷﻣﻢ : ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ، ﺃﻻ ﺇﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻘﺔ ، ﻻ ﺃﻗﻮﻝ ﺗﺤﻠﻖ ﺍﻟﺸﻌﺮ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺤﻠﻖ ﺍﻟﺪﻳﻦ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ .
ﻭﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺗﺴﺨّﻂ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ ، ﻭﺍﻋﺘﺮﺍﺽٌ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺴﻤﺘﻪ ﻟﻸﺭﺯﺍﻕ ﻭﺍﻷﻗﻮﺍﺕ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ :
ﺃﻻ ﻗﻞ ﻟﻤﻦ ﻇﻞ ﻟﻲ ﺣﺎﺳـﺪ ﺃﺗﺪﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺳﺄﺕ ﺍﻷﺩﺏ
ﺃﺳﺄﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻪ ﻷﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺮﺽ ﻟﻲ ﻣــﺎ ﻭﻫﺐ
ﻭﻣﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : ﺍﻟﻨﺠﺶ ، ﻭﺃﺻﻞ ﺍﻟﻨﺠﺶ : ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﻜﺮ ﻭﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺑﺎﻟﺨﺪﻳﻌﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺶ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ، ﻭﺍﻟﻤﺬﻣﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻊ ، ﺇﺫ ﻫﻮ ﻣﻨﺎﻑ ﻟﻨﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ، ﻭﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻬﺎ ﻛﺴﺮٌ ﻟﺤﺎﺟﺰ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ .
ﻭﺍﻟﻨﺠﺶ ﻟﻔﻈﺔ ﻋﺎﻣﺔ ، ﺗﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻤﺨﺎﺩﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ، ﻟﻜﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﺻﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻨﺠﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻊ ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺷﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺭﻏﺒﺔً ﻓﻲ ﺑﻴﻌﻬﺎ ، ﻓﻴﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺁﺧﺮﻳﻦ ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳُﻈﻬﺮﻭﻥ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮﻱ ﺭﻏﺒﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﺴﻌﺮ ﺃﻛﺒﺮ ، ﻣﻤﺎ ﻳﻀﻄﺮ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﺴﻠﻌﺔ ، ﻓﻬﺬﺍ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ ﻓﻬﻮ ﺇﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻭﺧﺪﺍﻉ ﻟﻪ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﺫﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺑﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﺎﺟﺮ ، ﻭﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ ﻭﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻤﻮﻟّﺪﺓ ﻟﻠﺸﺤﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺒّﺒﺔ ﻟﻠﺘﻨﺎﻓﺮ .
ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﺫ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﺬﻣﻮﻣﺔ ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻹﺧﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ، ﻭﺇﺷﺎﻋﺔ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻠﻢ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻤﺰﻕ، ﻓﺘﻘﻮﻯ ﺷﻮﻛﺘﻬﻢ ، ﻭﻳﺼﺒﺤﻮﺍ ﻳﺪﺍ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ؛ ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ ﺿﻌﻴﻒ ﺑﻨﻔﺴﻪ ، ﻗﻮﻱ ﺑﺈﺧﻮﺍﻧﻪ ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ ﺑﺎﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﺤﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺠﻪ ، ﻭﻧﺒﺬ ﻛﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ : } ﻭﺍﻋﺘﺼﻤﻮﺍ ﺑﺤﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﻻ ﺗﻔﺮﻗﻮﺍ { ( ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : 103 ) .
ﻭﻟﻦ ﺗﺒﻠﻎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻣﺪﺍﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﻋﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﻘﻮﻕ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻭﻳﺆﺩﻱ ﻣﺎ ﺃﻭﺟﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺠﺎﻫﻬﻢ ، ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺫﻟﻚ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ، ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ : ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻣﻌﻬﻢ ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺭﻋﺔ ﻓﻲ ﻧﺼﺮﺗﻬﻢ ﻭﻧﺠﺪﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻖّ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ : } ﻭﺇﻥ ﺍﺳﺘﻨﺼﺮﻭﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﻨﺼﺮ { ( ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ : 72 ) ، ﻭﻗﺪ ﺣﺚّ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻔﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ﺍﻧﺼﺮ ﺃﺧﺎﻙ ﻇﺎﻟﻤﺎ ﺃﻭ ﻣﻈﻠﻮﻣﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺼﺮﻩ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻈﻠﻮﻣﺎ ، ﺃﻓﺮﺃﻳﺖ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻇﺎﻟﻤﺎً ، ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺼﺮﻩ ؟ ، ﻗﺎﻝ : ﺗﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ؛ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻧﺼﺮﻩ ) .
ﺛﻢ ﺗﻮّﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﺎﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺤﺮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻘﺎﻝ :
( ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﺮﺍﻡ : ﺩﻣﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻭﻋﺮﺿﻪ ) ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ، ﻓﻼ ﻳﺤﻞ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ ، ﻭﺣﺴﺒﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﻭﺃﺷﺮﻑ ﺍﻷﻳﺎﻡ ، ﻭﺗﺤﻴّﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ، ﻟﻴﻨﺒّﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ، ﻟﻘﺪ ﺧﻄﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻨﺤﺮ ﻓﻘﺎﻝ : ( ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺃﻱ ﻳﻮﻡ ﻫﺬﺍ ؟ ) ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻳﻮﻡ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻗﺎﻝ : ( ﻓﺄﻱ ﺑﻠﺪ ﻫﺬﺍ ؟ ) ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺑﻠﺪ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻗﺎﻝ : ( ﻓﺄﻱ ﺷﻬﺮ ﻫﺬﺍ ؟ ) ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺷﻬﺮ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻗﺎﻝ : ( ﻓﺈﻥ ﺩﻣﺎﺀﻛﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﻭﺃﻋﺮﺍﺿﻜﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻛﺤﺮﻣﺔ ﻳﻮﻣﻜﻢ ﻫﺬﺍ ، ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻛﻢ ﻫﺬﺍ ، ﻓﻲ ﺷﻬﺮﻛﻢ ﻫﺬﺍ ) .
ﻓﺈﺫﺍ ﺭﻋﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻱﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺃﺧﻮّﺗﻬﻢ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﻣﻠﻤﻮﺳﺎ ، ﻓﺴﻮﻑ ﻧﺸﻬﺪ ﺃﻳّﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻟﺮﻓﻌﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ، ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﻗﺎﺏ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﺩﻧﻰ ، ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
0 Response to "syarah arbain nawawi hadits ke: 35"
Posting Komentar