Syarah Arbain Nawawi Hadits ke: 31

حديث
الزهد في الدنيا

ﻣﺘﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺪﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺩﻟّﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺇﺫﺍ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﺃﺣﺒﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺣﺒّﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻓﻘﺎﻝ : ‏( ﺍﺯﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﺤﺒّﻚ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺍﺯﻫﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒّﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‏) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ .
ﺍﻟﺸﺮﺡ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻄﺒﻌﻪ ، ﻳﺤﺐّ ﺃﻥ ﻳﺄﻧﺲ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺃﻥ ﻳﺄﻧﺲ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ، ﻣﺤﺘﺮﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺘﻪ ، ﻟﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﻳﺴﻌﻰ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻟﻜﺴﺐ ﻭﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺣﺒﻬﻢ ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺮﺿﻰ ﺭﺏّ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺒﻞ ﺳﻌﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﺴﺐ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻟﻨﻴﻞ ﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﺒﻴﻞ ﻭﻃﺮﻳﻖ ، ﻣﻦ ﺣﺎﺩ ﻋﻨﻪ ، ﺧﺴﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ، ﻭﻣﻦ ﺳﻠﻜﻪ ﻓﺎﺯ ﺑﻬﺎ ، ﻭﺃﻧﺲ ﺑﻠﺬﺗﻬﺎ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻌﻠﻤﺎ ﻭﻣﺮﺷﺪﺍ ، ﻭﻟﻴﺒﻴّﻦ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺎﻝ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺤﺒﺔ ﺭﺑّﻪ ﻭﻣﺤﺒﺔ ﺧﻠﻘﻪ .
ﺇﻥ ﻣﺤﺒّﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ، ﻓﻬﻲ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ، ﻭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺨﻴﺮ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗُﻨﺎﻝ ﺑﻤﺠﺮّﺩ ﺍﻷﻣﺎﻧﻲ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺪّ ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ، ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﻴﺎﻥ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮّﺏ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻣﻮﻻﻩ ﻭﺧﺎﻟﻘﻪ ، ﻭﺗﺠﻌﻠﻪ ﺃﻫﻼ ﻟﻨﻴﻞ ﺭﺿﺎﻩ ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﺭﺷﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻠﻖ ﺑﺨﻠﻖ ﺍﻟﺰﻫﺪ .
ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ ﻫﻮ ﻗﺼﺮ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻭﻗﺪ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻪ ، ﻭﺃﺟﻤﻊ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻟﻠﺰﻫﺪ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ : " ﺍﻟﺰﻫﺪ : ﻫﻮ ﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ " ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺸﻤﻞ ﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻳﻀﺮ ، ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻭﻻ ﻳﻀﺮ .
ﻭﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺍﻷﺧﺬ ﻣﻦ ﻃﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺰﻫﺪ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ، ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ، ﻛﺄﻣﺜﺎﻝ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﻭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺍﺕ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ، ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺗﺮﺍﻫﻢ ﻛﻤﻄﺮ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻲ ﻭﻻ ﻳﻤﻨﻊ ، ﻭﻳﺴﻘﻲ ﺣﺘﻰ ﻳُﺸﺒِﻊ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺰﻫﺪ : ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻙ ﻻ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻘﺒﻼ ﻋﻠﻰ ﺭﺑّﻪ ، ﻣﺒﺘﻌﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ، ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺎﺕ ، ﻓﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭﺻﺪﻕ ﺑﺸﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ : " ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﺮﻛﻬﺎ ، ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﺃﻥ ﻳُﺰﻫﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻫﺬﺍ ﺩﺍﻭﺩ ﻭ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺪ ﻣﻠﻜﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪﻳﻦ " .
ﻭﻟﻘﺪ ﻭﻋﻰ ﺳﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ، ﻭﻗﺪﺭﻭﻫﺎ ﺣﻖّ ﻗﺪﺭﻫﺎ ، ﻓﺘﺮﺟﻤﻮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﺸﺮﻓﺔ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ
ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : " ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻗﻮﺍﻣﺎ ﻭﺻﺤﺒﺖ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﺮﺣﻮﻥ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺒﻞ ، ﻭﻻ ﻳﺄﺳﻔﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺩﺑﺮ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﺃﻫﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ."
ﻟﻘﺪ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ، ﻭﻭﺿﻌﻮﺍ ﻧُﺼﺐ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
} ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﻓﻼ ﺗﻐﺮﻧﻜﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻳﻐﺮﻧﻜﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ { ‏( ﻓﺎﻃﺮ : 5 ‏) ، ﻭﻗﻮﻟﻪ : } ﻭﺍﺿﺮﺏ ﻟﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻤﺎﺀ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﺎﺧﺘﻠﻂ ﺑﻪ ﻧﺒﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻫﺸﻴﻤﺎ ﺗﺬﺭﻭﻩ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ {
‏( ﺍﻟﻜﻬﻒ : 45 ‏) ، ﻓﻬﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻜﻞّ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭﺍﺗﺨﺬﻭﻫﺎ ﻣﻄﻴّﺔ ﻟﻶﺧﺮﺓ ، ﻭﺳﺒﻴﻼً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨّﺔ .
ﺛﻢ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ :
‏( ﻭﺍﺯﻫﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﺒّﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‏) ، ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ : ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺫﻟﻚ ، ﻣﺎﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺃﺣﺒﺘﻪ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ .
ﻭﺍﻟﺴﺮّ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻣﺠﺒﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﻳﺒﻌﺜﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻐﺾ ﻣﻦ ﻧﺎﺯﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻌﻔﻒ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻋﻈﻢ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ؛ ﻟﺮﻛﻮﻧﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ، ﻭﺃﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻘﺪﻩ ﻭﺣﺴﺪﻩ .

ﻓﻤﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ، ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺪ ﺣﺎﺟﺘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ، ﺣﺘﻰ ﻧﻨﺎﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺻﻮﺭﻫﺎ .

Subscribe to receive free email updates:

0 Response to "Syarah Arbain Nawawi Hadits ke: 31"

Posting Komentar