syarah arbain nawawi hadits ke: 38

حديث
جزاء معادات الأولياء

ﻣﺘﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
‏( ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﻋﺎﺩﻯ ﻟﻲ ﻭﻟﻴﺎ ﻓﻘﺪ ﺁﺫﻧﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ ، ﻭﻣﺎ ﺗﻘﺮّﺏ ﺇﻟﻲّ ﻋﺒﺪﻱ ﺑﺸﻲﺀ ﺃﺣﺐّ ﺇﻟﻲّ ﻣﻤﺎ ﺍﻓﺘﺮﺿﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻋﺒﺪﻱ ﻳﺘﻘﺮّﺏ ﺇﻟﻲّ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﺣﺘﻰ ﺃُﺣﺒّﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺣﺒﺒﺘﻪ ﻛﻨﺖ ﺳﻤﻌﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻪ ، ﻭﺑﺼﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺼﺮ ﺑﻪ ، ﻭﻳﺪﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻄﺶ ﺑﻬﺎ ، ﻭﺭﺟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻬﺎ ، ﻭﺇﻥ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻷﻋﻄﻴﻨّﻪ ، ﻭﻟﺌﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﺫﻧﻲ ﻷﻋﻴﺬﻧّﻪ ‏) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .
ﺍﻟﺸﺮﺡ
ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﺍﺻﻄﻔﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺤﺒّﺘﻪ ، ﻭﺁﺛﺮﻫﻢ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻋﺘﺼﻤﻮﺍ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ، ﻭﺍﺟﺘﻬﺪﺕ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻴﻞ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﺍﻟﻔﻼﺡ ، ﻭﻟﻢ ﺗﻤﻞّ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ ﻗﻂّ ﻣﻦ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻓﺄﻓﺎﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭﻩ ، ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻟﻢ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻟﻐﻴﺮﻫﻢ ، ﻭﺗﻮﻻّﻫﻢ ﺑﻨﺼﺮﺗﻪ ﻭﺗﺄﻳﻴﺪﻩ ، ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺇﻧﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﻋﺼﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺰﺍﻟﻖ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ، ﻓﺒﺸّﺮﻭﺍ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ : } ﺃﻻ ﺇﻥ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺧﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﺤﺰﻧﻮﻥ ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻘﻮﻥ { ‏( ﻳﻮﻧﺲ : - 62 63 ‏) ، ﻭﺃﻧّﻰ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻓﻮﺍ ﻭﻗﺪ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺗﻮﻛّﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ؟ ، ﻭﺃﻧّﻰ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﺰﻧﻮﺍ ﻭﻗﺪ ﺻﺪﻗﻮﺍ ﻣﺎ ﻋﺎﻫﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ؟ ، ﻓﺄﺛﻤﺮ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻋﻤﻼ ﺻﺎﻟﺤﺎ ، ﻭﺳﻜﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﻭﻳﻘﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ .
ﻭﻟﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻋﻠﻮ ﺷﺄﻧﻬﻢ ، ﻭﺳﻤﻮ ﻗﺪﺭﻫﻢ ، ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻦ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺰّﺓ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﻬﻢ ﺳﻮﺀﺍً ، ﺃﻭ ﺃﻟﺤﻖ ﺑﻬﻢ ﺃﺫﻯ ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ‏( ﻣﻦ ﻋﺎﺩﻯ ﻟﻲ ﻭﻟﻴﺎ ﻓﻘﺪ ﺁﺫﻧﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ ‏) .
ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﻱﺀ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻭﺃﺣﺒﺎﺋﻪ ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﺪّﻫﻢ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ، ﺛﻢ ﺍﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻮﻋّﺪ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﻫﻢ ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ .. ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﺃﻭ ﻳﺘﺮﻛﻬﻢ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻷﻋﺪﺍﺋﻬﻢ - ﻭﻟﻮ ﺗﺄﺧّﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﻃﺎﻟﺖ ﻣﺪّﺗﻪ - ؛ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺴﻨﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻐﻴّﺮ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﺪّﻝ ، ﻭﺳﻨّﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻗﺘﻀﺖْ ﺃﻥ ﻳﻤﻬﻞ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺇﻫﻤﺎﻝٍ ﻟﻬﻢ ، ﻓﺈﻥ ﺗﺎﺑﻮﺍ ﻭﺃﻧﺎﺑﻮﺍ ﻭﺯﺍﻟﺖ ﻋﺪﺍﻭﺗﻬﻢ ﻟﻠﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ، ﺗﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ، ﻭﺇﻥ ﺃﺻﺮّﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻠﻬﻢ ، ﻭﺗﻤﺎﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﻏﻴّﻬﻢ ، ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻤﻠﻲ ﻟﻬﻢ ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﺟﺎً ، ﺛﻢ ﻳﺄﺧﺬﻫﻢ ﺃﺧﺬ ﻋﺰﻳﺰ ﻣﻘﺘﺪﺭ ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻷﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻬﻢ ، ﻭﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﻫﻢ .
ﻭﺇﻥ ﺑﻠﻮﻍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺷﺮﻑ ﻋﻈﻴﻢ ، ﻭﻧﻌﻤﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻳﺨﺘﺺّ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ، ﻭﺣﻖ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺴﺎﺋﻞ : ﻣﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ؟
ﻟﻘﺪ ﺑﻴّﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻭﻝ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ : ‏( ﻭﻣﺎ ﺗﻘﺮّﺏ ﺇﻟﻲّ ﻋﺒﺪﻱ ﺑﺸﻲﺀ ﺃﺣﺐّ ﺇﻟﻲّ ﻣﻤﺎ ﺍﻓﺘﺮﺿﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‏) ، ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﻻ ﺗُﻨﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻟﻠﻪ ، ﻓﻴﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭﻻ ﺑﻤﺎ ﻓﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ، ﻭﻣﺎﻳﻠﺰﻣﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻧﺒﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ .
ﺛﻢ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺇﻟﻰ ﺭﺗﺒﺔ ﻫﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﺳﻤﻰ ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻮﺩﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ، ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ، ﻓﻴُﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﺑّﻪ ﻣﺮﺗﺎﺩﺍ ﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ، ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻌﻴﻨﻬﺎ ، ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ، ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
‏( ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮﺍﻩ ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﺍﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺍﻙ ‏) .
ﻭﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻋﺠﻴﺐ ، ﺇﺫ ﻳﻤﺘﻠﻲﺀ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺤﺒﺔ ﻟﺮﺑﻪ ﻭﺷﻮﻗﺎ ﻟﻠﻘﺎﺋﻪ ، ﻭﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻏﻀﺒﻪ ﻭﻋﻘﺎﺑﻪ ، ﻭﻣﻬﺎﺑﺔ ﻭﺇﺟﻼﻻ ﻟﻌﻈﻤﺘﻪ ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﻌﺒﺪ ﻳﻘﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺭﺑﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﺍﻩ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﻴﻦ ، ﻓﻼ ﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻠﻐﻪ ، ﻭﺍﻟﺴﻤﻮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ .
ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻠﻬﻤﺎً ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ، ﻣﻮﻓﻘﺎً ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ، ﻓﻼ ﺗﻨﻘﺎﺩ ﺟﻮﺍﺭﺣﻪ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻋﺔ ، ﻭﻻ ﻳﻨﺴﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﻌﻪ ﺳﻮﻯ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺬﻛﺮ ، ﻭﻻ ﻳﻘﻊ ﻧﺎﻇﺮﻩ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ، ﻭﻻ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﻗﺪﻣﺎﻩ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ‏( ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺣﺒﺒﺘﻪ ﻛﻨﺖ ﺳﻤﻌﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻪ ، ﻭﺑﺼﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺼﺮ ﺑﻪ ، ﻭﻳﺪﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﻄﺶ ﺑﻬﺎ ، ﻭﺭﺟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻬﺎ ‏) ، ﻭﺟﺪﻳﺮ ﺑﻌﺒﺪ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﻳﺠﻴﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻋﺎﺀﻩ ، ﻭﻳﺤﻘﻖ ﺳﺆﻟﻪ ، ﻭﻳﺤﻤﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻀﺮﻩ ، ﻭﻳﻨﺼﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻭﻩ .
ﻭﻧﺰﻑ ﺇﻟﻴﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺭﻱﺀ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻃﺮﻓﺎ ﻣﻦ ﻣﺂﺛﺮﻫﻢ ، ﻓﻌﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻓﺰﺍﺭﺓ ﻗﺎﻝ : " ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻲ ﻣﻘﻌﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﻳﻮﻣﺎ : ﺍﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻓﺴﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻲ ، ﻓﺄﺗﻴﺖ ﻓﺪﻗﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺩﻫﻠﻴﺰﻩ ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ؟ ﻗﻠﺖ : ﺭﺟﻞ ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﺃﻣﻲ ﻭﻫﻲ ﻣﻘﻌﺪﺓ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ، ﻓﺴﻤﻌﺖ ﻛﻼﻣﻪ ﻛﻼﻡ ﺭﺟﻞ ﻣﻐﻀﺐ ﻓﻘﺎﻝ : ﻧﺤﻦ ﺃﺣﻮﺝ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ، ﻓﻮﻟﻴﺖ ﻣﻨﺼﺮﻓﺎ ، ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻋﺠﻮﺯ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻗﺪ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻬﺎ ، ﻓﺠﺌﺖ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻭﺩﻗﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺃﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻬﺎ ﺗﻤﺸﻲ " ، ﻭﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺟﻌﻔﺮ ﻗﺎﻝ : " ﻏﺰﻭﻧﺎ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ، ﻓﻜُﺴﺮ ﺑﻨﺎ ﻣﺮﻛﺒﻨﺎ ، ﻓﺄﻟﻘﺎﻧﺎ ﺍﻟﻤﻮﺝ ﻋﻠﻰ ﺧﺸﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ - ﻭﻛﻨﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻭ ﺳﺘﺔ - ﻓﺄﻧﺒﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﺑﻌﺪﺩﻧﺎ ﻭﺭﻗﺔ ﻟﻜﻞ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﺎ ، ﻓﻜﻨﺎ ﻧﻤﺼّﻬﺎ ﻓﺘﺸﺒﻌﻨﺎ ﻭﺗﺮﻭﻳﻨﺎ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻣﺴﻴﻨﺎ ﺃﻧﺒﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ، ﺣﺘﻰ ﻣﺮ ﺑﻨﺎ ﻣﺮﻛﺐ ﻓﺤﻤﻠﻨﺎ " .
ﻟﻘﺪ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ، ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺃﻻ ﺇﻥ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺧﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﺤﺰﻧﻮﻥ ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻘﻮﻥ {

‏( ﻳﻮﻧﺲ : 62 – 63 ‏) ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ : " ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﺗﻘﻴّﺎً ، ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﻴّﺎً " .

Subscribe to receive free email updates:

0 Response to "syarah arbain nawawi hadits ke: 38"

Posting Komentar